مقال: قراءة في بعض أحكام العقل الجاهلي..
نقل لنا القرآن الكريم صورة واضحة من واقع أهل الجاهلية في تفكيرهم وسلوكهم، وأعطى القارىءله مجالا واسعا للموازنة بين صحيح الأفعال وقبيحها، تحت طائلة العقل الناقد والنفس المستبصرة ، ثم ركز أحكاما ضرورية موضوعية تمكن المتلقي أيا كان من فهم طبيعة الأفعال،ومكمن الخلل فيها، هادفا الى ترسيخ المفاهيم الحقيقية الصحيحة التي تحرر عقل الانسان ، وترقيه من صورة نمطية يرسمهاعن الوجود ومكوناته.ويبدو من خلال أيات كثيرة نوع القضايا الأساسية ولغة البيان، والمقاربات، والأساليب التي يلجا عادة اليها هؤلاء.هذه القضايا تتناغم مع معطيات الواقع الاجتماعي بصرامة لا حدود لها ، وتتداخل مع التاريخ والعادات ، حتى ليصبح تراث الآباء أقدس المستندات ، ولو كان الآباء لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ...
ويمتد العقل الجاهلي في تماهيه مع واقعه ، وانغلاقه عن كل ما هو جديد أو ما هو من خارجه ، ليكون حكما مطلقا عن الاله الواحد ، يرفض بموجبه دعوة استحقاق الألوهية لاله واحد ؟؟ فيصرح منكرا : (أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب) . رغم أن العقل لايحيل ذلك ، ولا يمنع بقليل من التخمين أو الافتراض درك أن الأصل هو الواحد لا المتعدد.
ولعل احدى أهم العلامات المائزة في مسيرة العقل الجاهلي هوتخصيص الأشياء برؤية قريبة سطحية،لاعمق فيها . ورغم أنهم العرب كانوا قوم خصمون ، يتقنون البيان في الكلام ، ويتصلون بأعلى مستوى بلاغي ،الاأن ذلك ليس له علاقة بالعقل الناقد الى أسباب الأشياء وتداعياتها العميقة ، نلحظ دلك من خلال تحليل وقائع الجريمة التي لا يعاقب عليها القانون الجاهلي، وهي وأد البنات . ففي هذا النموذج ينغلق العقل عن الرؤية الحقيقية لدور المراة في المجتمع ، وينغمس في الجو المفعم بمشاعر العداء لجنس الانثى ، حتى اذا بشر أحدهم بأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم، تتدافعه رغبتان مختلفتان ،رغبة الامساك مع تحمل الآثار السيئة الناجمة عنه ، ورغبة الاستجابة للضغط الاجتماعي الكاسح بوأد الأنثى ، بالاضافة الى حالة من الانهيار النفسي الذي يولد تواريا عن القوم ،أو بالأحرى نفورا من الواقع ، ومسحة سواد ممتدة ، تعبيرا عن تأثر حاد،ألغى جميع أفعال العقل الحيوية الموجية ،الى تصور رديء موروث عن المرأة في مقابل الرجل . وكل ذلك يشكل عقدة عن هذا العقل باعتباره يفكر تفكيرا اجتماعيا عاما لاحرية له، ولاعمق فيه. وهذا المنظور الفاسد هو الذي جاء الاسلام ليلغيه ، فلا مزية للعقل الاجتماعي الخاطىء،ولامزية للعقل الواحد.ولكن الافادة مرة فردية، ومرة اجتماعية . ويبقى مقياس ذلك المصالح والمفاسدالاجتماعية الناشئة عن كلا العقلين..
كتب في 2005
الخميس نوفمبر 13, 2014 11:34 am من طرف wejdane
» الفرض الثاني للسنة الأولى2012/2013
الإثنين مارس 04, 2013 8:08 am من طرف كنيـــش
» الاختبار الثاني 2012/2013
الإثنين مارس 04, 2013 8:03 am من طرف كنيـــش
» العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغيرهم
الخميس فبراير 28, 2013 5:01 am من طرف عمرون نسيمة
» العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغيرهم المعدلة
الخميس فبراير 28, 2013 4:51 am من طرف عمرون نسيمة
» امتحان البكالوريا التجريبي2010/2011
الجمعة نوفمبر 02, 2012 8:00 am من طرف dyhia
» مذكرات السنة الثالثة للاستاذ حدار حسين 3
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 1:49 pm من طرف DRIF ANIA
» الاجابة النموذجية للاختبار التجريبي ماي 2012
الجمعة مايو 04, 2012 2:46 am من طرف كنيـــش
» الاختبار التجريبي دورة ماي 2012 بي دي أف
الخميس مايو 03, 2012 9:26 am من طرف كنيـــش