ما بعد العدوان:
قراءة في الجيوبولتيكا الإسرائيلية
عندما بدأ القصف الاسرائيلي على جنوب لبنان ، وما تلاه من إعلان اسرائيل نيتها احلال قوة دولية داخل العمق اللبناني ، كان واضحا في الرؤية الاستراتيجية إن اسرائيل تعيد صياغة الجغرافيا في المنطقة ضمن أطر أمنية تسمح لها بالسيطرة على المنطقة من خلال استغلال المواقف الدولية في هذا المجال، وبالتالي منع ايران وسورية من امتداد جغرافي حيوي وفاعل في العمق اللبناني.
يلاحظ انه وخلال السنوات الماضية نفذ الاسرائيليون مجموعة من الترتيبات الجغرافية، والتي تؤشر في نظرهم إلى رؤية حيوية واستراتيجية في معادلة الصراع القائم في المنطقة ، فقاموا عام 2000 بالانسحاب من الجنوب اللبناني ؛ محتفظين بمزارع شبعا ، ثم بالانسحاب من غزة . وهم يفكرون اليوم في فك الارتباط عن الضفة الغربية... كل ذلك في إطار التحكم السياسي للكيان الصهيوني بمجال " الجيوبولتيكا " ، بما يمنحهم بعدا استراتيجيا قويا في المناورة حالتي السلم والحرب ، ولكنه في الوقت ذاته يعد انتكاسة واضحة عن تحقيق مشروع الدولة الكبرى!!
ومما يمكن قراءته في " الجيوبولتيكا الاسرائيلية " الحالية تجاه لبنان هو اعتماد الآلة العسكرية المدمرة، ثم التحالف الاستراتيجي مع الدول الكبرى ، وذلك لخلق الاطار المناسب على الارض من جهة وفي مجلس الامن من جهة أخرى تحت مسميات كثيرة ، ليس أقلها محاربة منظمة ارهابية.
لقد صرح شيمون بيريز – وهو الاسرائيلي المخضرم – أياما قليلة من بداية العدوان بأن هذه الحرب هي مسألة موت أو حياة لدولة اسرائيل . ولا شك أنه يعي جيدا مايقول، فإن " الدولة في المفهوم الجيوبولتيكي عبارة عن كائن حي ، إما أن يكبر ويتسع، أو يهلك ويموت " ، ذلك أن انتصار المقاومة الاسلامية في الجنوب اللبناني ، سيعطي للجبهات المفتوحة حتى الآن وغير المفتوحة حتى الآن ، دفعا خاصا بتطوير وترقية العمل الجهادي إلى أشكال أخرى ، وهو ما يهدد وجود الكيان الصهيوني رأسا. في مقابل هذا التصريح نجد أن السيد حسن نصر الله قد ذكر بأن انتصار هذه المقاومة هو انتصار للأمة ، وإن انكسارها انكسار للامة . وهذا صحيح ايضا ؛ خاصة إذا وضعناه في سياق الرغبة الامريكية الحثيثة باعادة تشكيل الشرق الاوسط انطلاقا من لبنان بعدما تعذر ذلك من العراق فيما يبدو.
والسؤال كيف اعاقت خريطة الشرق الاوسط القديم الطموحات الاستعمارية للو . م . أ وإسرائيل ؟ وكيف سيكون لبنان " جيوبولتيكيا " إحدى المحاور الرئيسية لتحقيق هذه الرغبة ؟
14 أوت 2006
قراءة في الجيوبولتيكا الإسرائيلية
عندما بدأ القصف الاسرائيلي على جنوب لبنان ، وما تلاه من إعلان اسرائيل نيتها احلال قوة دولية داخل العمق اللبناني ، كان واضحا في الرؤية الاستراتيجية إن اسرائيل تعيد صياغة الجغرافيا في المنطقة ضمن أطر أمنية تسمح لها بالسيطرة على المنطقة من خلال استغلال المواقف الدولية في هذا المجال، وبالتالي منع ايران وسورية من امتداد جغرافي حيوي وفاعل في العمق اللبناني.
يلاحظ انه وخلال السنوات الماضية نفذ الاسرائيليون مجموعة من الترتيبات الجغرافية، والتي تؤشر في نظرهم إلى رؤية حيوية واستراتيجية في معادلة الصراع القائم في المنطقة ، فقاموا عام 2000 بالانسحاب من الجنوب اللبناني ؛ محتفظين بمزارع شبعا ، ثم بالانسحاب من غزة . وهم يفكرون اليوم في فك الارتباط عن الضفة الغربية... كل ذلك في إطار التحكم السياسي للكيان الصهيوني بمجال " الجيوبولتيكا " ، بما يمنحهم بعدا استراتيجيا قويا في المناورة حالتي السلم والحرب ، ولكنه في الوقت ذاته يعد انتكاسة واضحة عن تحقيق مشروع الدولة الكبرى!!
ومما يمكن قراءته في " الجيوبولتيكا الاسرائيلية " الحالية تجاه لبنان هو اعتماد الآلة العسكرية المدمرة، ثم التحالف الاستراتيجي مع الدول الكبرى ، وذلك لخلق الاطار المناسب على الارض من جهة وفي مجلس الامن من جهة أخرى تحت مسميات كثيرة ، ليس أقلها محاربة منظمة ارهابية.
لقد صرح شيمون بيريز – وهو الاسرائيلي المخضرم – أياما قليلة من بداية العدوان بأن هذه الحرب هي مسألة موت أو حياة لدولة اسرائيل . ولا شك أنه يعي جيدا مايقول، فإن " الدولة في المفهوم الجيوبولتيكي عبارة عن كائن حي ، إما أن يكبر ويتسع، أو يهلك ويموت " ، ذلك أن انتصار المقاومة الاسلامية في الجنوب اللبناني ، سيعطي للجبهات المفتوحة حتى الآن وغير المفتوحة حتى الآن ، دفعا خاصا بتطوير وترقية العمل الجهادي إلى أشكال أخرى ، وهو ما يهدد وجود الكيان الصهيوني رأسا. في مقابل هذا التصريح نجد أن السيد حسن نصر الله قد ذكر بأن انتصار هذه المقاومة هو انتصار للأمة ، وإن انكسارها انكسار للامة . وهذا صحيح ايضا ؛ خاصة إذا وضعناه في سياق الرغبة الامريكية الحثيثة باعادة تشكيل الشرق الاوسط انطلاقا من لبنان بعدما تعذر ذلك من العراق فيما يبدو.
والسؤال كيف اعاقت خريطة الشرق الاوسط القديم الطموحات الاستعمارية للو . م . أ وإسرائيل ؟ وكيف سيكون لبنان " جيوبولتيكيا " إحدى المحاور الرئيسية لتحقيق هذه الرغبة ؟
14 أوت 2006
الخميس نوفمبر 13, 2014 11:34 am من طرف wejdane
» الفرض الثاني للسنة الأولى2012/2013
الإثنين مارس 04, 2013 8:08 am من طرف كنيـــش
» الاختبار الثاني 2012/2013
الإثنين مارس 04, 2013 8:03 am من طرف كنيـــش
» العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغيرهم
الخميس فبراير 28, 2013 5:01 am من طرف عمرون نسيمة
» العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغيرهم المعدلة
الخميس فبراير 28, 2013 4:51 am من طرف عمرون نسيمة
» امتحان البكالوريا التجريبي2010/2011
الجمعة نوفمبر 02, 2012 8:00 am من طرف dyhia
» مذكرات السنة الثالثة للاستاذ حدار حسين 3
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 1:49 pm من طرف DRIF ANIA
» الاجابة النموذجية للاختبار التجريبي ماي 2012
الجمعة مايو 04, 2012 2:46 am من طرف كنيـــش
» الاختبار التجريبي دورة ماي 2012 بي دي أف
الخميس مايو 03, 2012 9:26 am من طرف كنيـــش