شهادة لا إله الا الله وضعف الايمان

مقال: شهادة لا إله إلا الله وضعف الإيمان..

لعل أولى الأولويات في سلم أفعالنا ، أن نجدد إيماننا ؛ فإن الإيمان يبلى. ليس الإيمان مجرد شعائر نؤديها ، ولا مشاعر نحسها ؛ ولكن الإيمان ماوقر في القلب وصدقه العمل . هذا ما أدركنا عليه علماءنا. الإيمان أكبر الطاقات واكبر العزائم في قلوب الرجال .. الإيمان يستعمل البدن ولا يحس بالتعب..
نريد أن نجدد إيماننا نعم، ونخرج به من الصورة إلى الحقيقة نعم؛ فالصورة غير الحقيقة قطعا؛ بل هي جزء بسيط من الحقيقة الكبرى التي تتضمنها كلمة : لا إله إلا الله ..
إن إيماننا ضعيف . إيماننا فقاقيع من الصابون والوحل ، فما زالت فينا رواسب من أبي جهل .. ولا زال القرآن وراء ظهورنا ...
إننا ضعفاء ، وهذا واقعنا كالشمس وضحاها يشهد بذلك.. والذي يأتي ويقول: إننا أقوياء وإننا بخير إنما يجامل أو يجادل.. لا بد – كما يقول بعض الدعاة – من مصارحة الجماهير بالعلل والأمراض التي تنخر في عظامهم دون مجاملة أو تملق أو جبن، فما أضاع الجماهير إلا مجاملة الداعين؛ كطبيب خاف على شعور مريضه أن يحس بألم فتركه حتى قضى عليه .
إن إيماننا لا بد أن يخرج من دائرة الصورة إلى دائرة الحقيقة ..من الشكل إلى المضمون .. من الضحالة والأفقية إلى العمق . لماذا ؟ لان كلمة ( لا إله إلا الله ) مشروع حياة .. بلا إله إلا الله نؤاخي ، وبها نطعم الفقير ، ونكرم الضيف ، ونحمل الكل، ونعين على نوائب الحق ، وبها ندير شؤون الاقتصاد والسياسة والاجتماع. كل مجتمع خلت منه لا إله إلا الله فهو مجتمع فقير في القيم .. فقير في الأخلاق .. ضعيف العدالة ..عديم الحضارة..
ليست لا اله إلا الله كلمة تقال ، ليست مجرد حروف تخرج من الألسنة والأفواه.. لا اله إلا الله كائن حي ، وحركة خلاقة في النفس والضمير والجوارح.. كلمة لا اله إلا الله تعبير عن انتماء .. كلمة لا اله إلا الله دستور الموحدين.
هذه الكلمة لأجلها ندافع عن أهلنا في العراق وفلسطين ولبنان ، فالمسلمون كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء . لكن أيننا من قضايا المسلمين ؟ المسلمون كالأيتام على مائدة اللئام ، يرفعون الشعارات والعبارات الكبيرة الحالمة في المظاهرات ؛ لأنهم لا يملكون غيرها .. ولو رفعوا حقيقة لا اله إلا الله لرفعهم الله بها وانتصروا..
كتب في 2005