الاســلام المشـروط
ليس اسوأ من غياب الحرية الدينية لدى الفرد المسلم، وليس أسوأ من أن يتبع المرء ظل حاكم متكلس ينفي وجوده وكرامته ودينه كلما أراد .. وليس هناك بلطجة أرخص من أن يتقدم بعضنا بالقرابين والولاءات المجانية ساجدين للزعامات الشوهاء هنا وهناك..
منذ اتصال الدين برجالات السلطة في العصور القديمة، انبثق ما يسمى بالتدين المعدل، وظهر محازبون سيئون ، نبذوا الحق وراء ظهورهم ، واشتروا به ثمنا قليلا ( فبئس ما يشترون ). فالمسيحية القديمة ترومت ، ولم يتنصر الرومان كما يقول الجاحظ، وكثير من المسيحيين اليوم تصهينوا ولم يتنصر اليهود..والمطالع للسيرة النبوية يتعرف إلى ان قريشا جهدت في استمالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشروط وتحديدات وضعتها؛ كعروض الملك والسيادة والمال، أو طلب أن تعبد آلهتهم عاما وإلهه عاما وغير ذلك بهدف خلق مستجد ثقافي مشروط، يجعله ضعيفا ورخوا ومشتتا وعاجزا عن اضاءة المفاهيم الانسانية المعتمة ضمن خصوصيات الوعي الابوي أو القبلي الضيق آنذاك.
واليوم سواء في الشرق أو الغرب وعلى مستويات مختلفة، يصغي أعداء الاسلام إلى رؤاهم الشاذة تجاه هذا الدين، تارة بالهمز واللمز الفكري، وأخرى بحرف القوانين، وتارة بالاشتراط على المسلم في حريته الدينية.. وهكذا ظهر ما يعرف بالاسلام المشروط.
الاسلام المشروط قد يكون صوفيا أو سلفيا أو مذهبيا، يوظف الرموز والاساطير والاقوال الضعيفة ، ويملأ بتوقيعاته المؤدلجة عن الانسان والوجود فكر الامة ويضللها للأبد .
الاسلام المشروط لا يرفض الوجود الديني بالمعنى الطقوسي؛ علاقة الانسان بربه، فلا يمنع عقد زواج بمسجد، ولا رؤية هلال الصوم، ولا رفع أذان، وأداء جمعة، لكنه قد يتبدى في صورة الرفض لممارسة السياسة ، أو في صورة رفض اللحية والنقاب، وإقامة بعض الفرائض، يفرق بين العبادات والمعاملات، انتقائي، يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض...
الاسلام المشروط هو توليفة من اسلام بلا ولاء ولا براء ولا جهاد، متغير بلا هوية في مقابل حالة قارة ومثلى، حالة السلطة وخطابها الشمولي والمهيمن..
الاسلام المشروط يستعدي العلماء ويئدهم ، في الوقت الذي يستقوي بأهل التأويل والإرجاء ويقربهم. إنه يتشبه بالاسلام ولا يشبه الاسلام.
والاسلام المشروط في عرض سريع قنطرة العلمانية البغيضة، يصل أفكارها المبعثرة، ومناهجها المشتطة؛ فكثرة الشروط تلغي حقا جمالية الاشياء وأصالة الافكار، ويقينية المعارف، بل تطوي حرية الانسان وتصرفه لغوايته، وتقوده ( للمرحلة الكلبية ) إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.. وتلك غاية العلمنة...
25/8/2010
ليس اسوأ من غياب الحرية الدينية لدى الفرد المسلم، وليس أسوأ من أن يتبع المرء ظل حاكم متكلس ينفي وجوده وكرامته ودينه كلما أراد .. وليس هناك بلطجة أرخص من أن يتقدم بعضنا بالقرابين والولاءات المجانية ساجدين للزعامات الشوهاء هنا وهناك..
منذ اتصال الدين برجالات السلطة في العصور القديمة، انبثق ما يسمى بالتدين المعدل، وظهر محازبون سيئون ، نبذوا الحق وراء ظهورهم ، واشتروا به ثمنا قليلا ( فبئس ما يشترون ). فالمسيحية القديمة ترومت ، ولم يتنصر الرومان كما يقول الجاحظ، وكثير من المسيحيين اليوم تصهينوا ولم يتنصر اليهود..والمطالع للسيرة النبوية يتعرف إلى ان قريشا جهدت في استمالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بشروط وتحديدات وضعتها؛ كعروض الملك والسيادة والمال، أو طلب أن تعبد آلهتهم عاما وإلهه عاما وغير ذلك بهدف خلق مستجد ثقافي مشروط، يجعله ضعيفا ورخوا ومشتتا وعاجزا عن اضاءة المفاهيم الانسانية المعتمة ضمن خصوصيات الوعي الابوي أو القبلي الضيق آنذاك.
واليوم سواء في الشرق أو الغرب وعلى مستويات مختلفة، يصغي أعداء الاسلام إلى رؤاهم الشاذة تجاه هذا الدين، تارة بالهمز واللمز الفكري، وأخرى بحرف القوانين، وتارة بالاشتراط على المسلم في حريته الدينية.. وهكذا ظهر ما يعرف بالاسلام المشروط.
الاسلام المشروط قد يكون صوفيا أو سلفيا أو مذهبيا، يوظف الرموز والاساطير والاقوال الضعيفة ، ويملأ بتوقيعاته المؤدلجة عن الانسان والوجود فكر الامة ويضللها للأبد .
الاسلام المشروط لا يرفض الوجود الديني بالمعنى الطقوسي؛ علاقة الانسان بربه، فلا يمنع عقد زواج بمسجد، ولا رؤية هلال الصوم، ولا رفع أذان، وأداء جمعة، لكنه قد يتبدى في صورة الرفض لممارسة السياسة ، أو في صورة رفض اللحية والنقاب، وإقامة بعض الفرائض، يفرق بين العبادات والمعاملات، انتقائي، يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض...
الاسلام المشروط هو توليفة من اسلام بلا ولاء ولا براء ولا جهاد، متغير بلا هوية في مقابل حالة قارة ومثلى، حالة السلطة وخطابها الشمولي والمهيمن..
الاسلام المشروط يستعدي العلماء ويئدهم ، في الوقت الذي يستقوي بأهل التأويل والإرجاء ويقربهم. إنه يتشبه بالاسلام ولا يشبه الاسلام.
والاسلام المشروط في عرض سريع قنطرة العلمانية البغيضة، يصل أفكارها المبعثرة، ومناهجها المشتطة؛ فكثرة الشروط تلغي حقا جمالية الاشياء وأصالة الافكار، ويقينية المعارف، بل تطوي حرية الانسان وتصرفه لغوايته، وتقوده ( للمرحلة الكلبية ) إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث.. وتلك غاية العلمنة...
25/8/2010
الخميس نوفمبر 13, 2014 11:34 am من طرف wejdane
» الفرض الثاني للسنة الأولى2012/2013
الإثنين مارس 04, 2013 8:08 am من طرف كنيـــش
» الاختبار الثاني 2012/2013
الإثنين مارس 04, 2013 8:03 am من طرف كنيـــش
» العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغيرهم
الخميس فبراير 28, 2013 5:01 am من طرف عمرون نسيمة
» العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغيرهم المعدلة
الخميس فبراير 28, 2013 4:51 am من طرف عمرون نسيمة
» امتحان البكالوريا التجريبي2010/2011
الجمعة نوفمبر 02, 2012 8:00 am من طرف dyhia
» مذكرات السنة الثالثة للاستاذ حدار حسين 3
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 1:49 pm من طرف DRIF ANIA
» الاجابة النموذجية للاختبار التجريبي ماي 2012
الجمعة مايو 04, 2012 2:46 am من طرف كنيـــش
» الاختبار التجريبي دورة ماي 2012 بي دي أف
الخميس مايو 03, 2012 9:26 am من طرف كنيـــش