أعضاء للإيـجار..
تذهب نفسك حسرات.. تتساقط الدموع، تسكن الجوارح لأجل أمة ضيعت أخلاقها وشبابها .. استحمرت العقول وزيفت التاريخ.. لم يعد الفساد السياسي وحده الذي نشكو ، لكن فساد الأخلاق بمستويات فضيعة غاية في الشيطنة.. صودرت قيم الاجتماع والتمدن الحقيقية إلى قيم القبيلة والخيمة والجاهلية، فباسم الفقر أحل العهر، وتساوت الطهارة مع الدعارة .. استحلت الأجساد البريئة في كل مكان وفشا ما كنا نكره ونحذر. تعس عبد الدينار ..( حطمتُ عزتك بدراهمي / صدرك المغرور ضمن غنائمي / ثغرك كان ربي فصار خادمي / الحسن الأجير وطأته بدراهمي ، وركلته، وذللته، لهوت فيك ...)( ) . ولكن إنما يتم كل شيء بالتراضي ، وما دام كذلك فليس ظلما ولا اعتداء (!) .. آه .. لست أتحدث من فراغ . ماذا نقصد بأعضاء للإيجار ؟ إننا نقصد إلى تسليط الضوء على بعض القضايا غير الأخلاقية التي يفعلها كثيرون.. نعم كثيرون في ظل المخاضات الاجتماعية والنفسية التي تعانيها الأمة ؛ لقد اختزلوا الشرف ( العربي ) فأباحوا بعض أنواع الاستمتاع والعلاقات الجسدية ، مقابل أجر أو خدمة مضمونة، وهي تشتد يوما بعد يوم؛ خدمة ببسمة أو قبلة أو لمسة أو... وقد يسمونه تحرشاً . لا يا جماعة ليس تحرشاً كله..وإنما عقد إيجار، وعقد متعة للأعضاء.. نعم.. تبت أيديهم وألسنتهم وأموالهم ومناصبهم..إنهم يجردوننا من الحياة الحرة الكريمة باسم الحرية والكرامة.. كم محصنة عفاف أرادوها على ذلك فأبت ثم جاءتهم مضطرة ذليلة: وجه ممطر، وشعر قاصف، وجسد منهك.. نظرات يائسة تحت كومة جلد مترهل.. أمواج بسمة قديمة تتدافع لتموت.. شفاه خشبية جافة من كثرة السكوت.. سؤالات تشرق حينا ثم تختفي .. تموت وتموت.. خذوا كل شيء، فطهارة الروح هي كل شيء..آه أيها البدو الغلاظ..خذوها بشبق، بصهيل، وثمن بخس دراهم معدودات.. لكنها لا تمانع .. ليست هناك أعضاء مقدسة ..فقط تريد أجرتها!!
هناك من يفعل ذلك ، ويحتج بالضرورة الطبيعية الممهدة لرابطة الزواج؛ فالعبرة بالغاية. وهؤلاء هم الغافلون. وهناك من ينطلق من فكرة الاستمتاع المجرد ، فلا رهبانية في عمر الورود، ولا أنوثة مؤجلة، والأمر محدود في زمانه ومكانه، وبالتالي فهو باعتقادهم لا يمس الشرف الاجتماعي ، ولا يغير من جوهر القيم الأصلية، وليس فيه ضرر ولا ضرار(!) وهؤلاء هم المنهزمون عقديا ونفسيا، بدافع شهواتهم وبتأثير دعوة الغربيين الذين يفرقون بين الحب والزواج ويبتغون وراء ذلك سبيلا. ولا شك أن هؤلاء شر الفريقين ، وأدناهم إلى الباطل؛ إذ يستهينون بالأعراض، ويستخفون بمفهومها كعنصر ركني تكويني، الاقتراب منه داخل المجتمع المسلم يشبه الاقتراب من الدماء والأموال ( كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه ).
العادات والتقاليد لم تعد تكبح هؤلاء، وهذا واضح، ولكنها أيضا لم تعد ( تقنع ) حتى أولئك النمطيين، الذين شعروا بشدة الضغط الأيديولوجي المتنوع والقوي حتى الآن؛ فعادوا وحولوها إلى ( أحداث مناسباتية )، حفاظا على ( بقية خصوصية ) لديهم.
إن أسباب هذه الظاهرة لا يمكن حصرها في جوانب سوسيولوجية فحسب، كذلك يخطئ من يرتب وجودها على مقولات نفسية تتبع عادة خروج مجتمع لتوه من أزمة أهلية قاسية، ولا يمكن الوثوق تماما بقراءات المؤامرة وافتراضاتها. ويبقى النظر في الأسباب ذو طبيعة مركبة، يتداخل الواقعي بالتاريخي بالمؤامرة فيها ؛ بحيث تغدو كل صياغة خارج هذه الأطر نزع خطابي بسيط، ينشد الآمال الكبيرة، بينما تنهار الذات الاجتماعية فعلا..
ومما يعد ضروريا إلى تحرير الأسباب في هذه الظاهرة، ضحالة التدين لدى الأفراد، ودعوات تحرير المرأة، والمساواة بينها وبين الرجال، وما ووري من المؤامرات والمؤتمرات، بالإضافة إلى حجم العنوسة وتأثيراته الخطيرة ، وفساد الحياة الاجتماعية، وانتشار الفقر، ومختلف وسائل الإعلام والاتصال...إن الشرف من الثوابت الاجتماعية التي لا ينبغي التفريط فيه أو المساومة عليه بطريق الإيجار والتراضي.. وهو يقتضي على ضوء هذه المعطيات تشريعات تربوية نوعية، وفاعلية إجرائية مستمرة، كشروط ضرورية لتأمين المجتمع المسلم من خطر الذوبان في الآخر؛ بل إن تأمين الشرف عندنا أولى من تامين أي نظام سياسي ؛ لأن الأنظمة تذهب وتجيء ، وذهاب الشرف ذهاب الأمة بلا رجوع.. وإنه لنداء فهل من مجيب..
تذهب نفسك حسرات.. تتساقط الدموع، تسكن الجوارح لأجل أمة ضيعت أخلاقها وشبابها .. استحمرت العقول وزيفت التاريخ.. لم يعد الفساد السياسي وحده الذي نشكو ، لكن فساد الأخلاق بمستويات فضيعة غاية في الشيطنة.. صودرت قيم الاجتماع والتمدن الحقيقية إلى قيم القبيلة والخيمة والجاهلية، فباسم الفقر أحل العهر، وتساوت الطهارة مع الدعارة .. استحلت الأجساد البريئة في كل مكان وفشا ما كنا نكره ونحذر. تعس عبد الدينار ..( حطمتُ عزتك بدراهمي / صدرك المغرور ضمن غنائمي / ثغرك كان ربي فصار خادمي / الحسن الأجير وطأته بدراهمي ، وركلته، وذللته، لهوت فيك ...)( ) . ولكن إنما يتم كل شيء بالتراضي ، وما دام كذلك فليس ظلما ولا اعتداء (!) .. آه .. لست أتحدث من فراغ . ماذا نقصد بأعضاء للإيجار ؟ إننا نقصد إلى تسليط الضوء على بعض القضايا غير الأخلاقية التي يفعلها كثيرون.. نعم كثيرون في ظل المخاضات الاجتماعية والنفسية التي تعانيها الأمة ؛ لقد اختزلوا الشرف ( العربي ) فأباحوا بعض أنواع الاستمتاع والعلاقات الجسدية ، مقابل أجر أو خدمة مضمونة، وهي تشتد يوما بعد يوم؛ خدمة ببسمة أو قبلة أو لمسة أو... وقد يسمونه تحرشاً . لا يا جماعة ليس تحرشاً كله..وإنما عقد إيجار، وعقد متعة للأعضاء.. نعم.. تبت أيديهم وألسنتهم وأموالهم ومناصبهم..إنهم يجردوننا من الحياة الحرة الكريمة باسم الحرية والكرامة.. كم محصنة عفاف أرادوها على ذلك فأبت ثم جاءتهم مضطرة ذليلة: وجه ممطر، وشعر قاصف، وجسد منهك.. نظرات يائسة تحت كومة جلد مترهل.. أمواج بسمة قديمة تتدافع لتموت.. شفاه خشبية جافة من كثرة السكوت.. سؤالات تشرق حينا ثم تختفي .. تموت وتموت.. خذوا كل شيء، فطهارة الروح هي كل شيء..آه أيها البدو الغلاظ..خذوها بشبق، بصهيل، وثمن بخس دراهم معدودات.. لكنها لا تمانع .. ليست هناك أعضاء مقدسة ..فقط تريد أجرتها!!
هناك من يفعل ذلك ، ويحتج بالضرورة الطبيعية الممهدة لرابطة الزواج؛ فالعبرة بالغاية. وهؤلاء هم الغافلون. وهناك من ينطلق من فكرة الاستمتاع المجرد ، فلا رهبانية في عمر الورود، ولا أنوثة مؤجلة، والأمر محدود في زمانه ومكانه، وبالتالي فهو باعتقادهم لا يمس الشرف الاجتماعي ، ولا يغير من جوهر القيم الأصلية، وليس فيه ضرر ولا ضرار(!) وهؤلاء هم المنهزمون عقديا ونفسيا، بدافع شهواتهم وبتأثير دعوة الغربيين الذين يفرقون بين الحب والزواج ويبتغون وراء ذلك سبيلا. ولا شك أن هؤلاء شر الفريقين ، وأدناهم إلى الباطل؛ إذ يستهينون بالأعراض، ويستخفون بمفهومها كعنصر ركني تكويني، الاقتراب منه داخل المجتمع المسلم يشبه الاقتراب من الدماء والأموال ( كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه ).
العادات والتقاليد لم تعد تكبح هؤلاء، وهذا واضح، ولكنها أيضا لم تعد ( تقنع ) حتى أولئك النمطيين، الذين شعروا بشدة الضغط الأيديولوجي المتنوع والقوي حتى الآن؛ فعادوا وحولوها إلى ( أحداث مناسباتية )، حفاظا على ( بقية خصوصية ) لديهم.
إن أسباب هذه الظاهرة لا يمكن حصرها في جوانب سوسيولوجية فحسب، كذلك يخطئ من يرتب وجودها على مقولات نفسية تتبع عادة خروج مجتمع لتوه من أزمة أهلية قاسية، ولا يمكن الوثوق تماما بقراءات المؤامرة وافتراضاتها. ويبقى النظر في الأسباب ذو طبيعة مركبة، يتداخل الواقعي بالتاريخي بالمؤامرة فيها ؛ بحيث تغدو كل صياغة خارج هذه الأطر نزع خطابي بسيط، ينشد الآمال الكبيرة، بينما تنهار الذات الاجتماعية فعلا..
ومما يعد ضروريا إلى تحرير الأسباب في هذه الظاهرة، ضحالة التدين لدى الأفراد، ودعوات تحرير المرأة، والمساواة بينها وبين الرجال، وما ووري من المؤامرات والمؤتمرات، بالإضافة إلى حجم العنوسة وتأثيراته الخطيرة ، وفساد الحياة الاجتماعية، وانتشار الفقر، ومختلف وسائل الإعلام والاتصال...إن الشرف من الثوابت الاجتماعية التي لا ينبغي التفريط فيه أو المساومة عليه بطريق الإيجار والتراضي.. وهو يقتضي على ضوء هذه المعطيات تشريعات تربوية نوعية، وفاعلية إجرائية مستمرة، كشروط ضرورية لتأمين المجتمع المسلم من خطر الذوبان في الآخر؛ بل إن تأمين الشرف عندنا أولى من تامين أي نظام سياسي ؛ لأن الأنظمة تذهب وتجيء ، وذهاب الشرف ذهاب الأمة بلا رجوع.. وإنه لنداء فهل من مجيب..
الخميس نوفمبر 13, 2014 11:34 am من طرف wejdane
» الفرض الثاني للسنة الأولى2012/2013
الإثنين مارس 04, 2013 8:08 am من طرف كنيـــش
» الاختبار الثاني 2012/2013
الإثنين مارس 04, 2013 8:03 am من طرف كنيـــش
» العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغيرهم
الخميس فبراير 28, 2013 5:01 am من طرف عمرون نسيمة
» العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغيرهم المعدلة
الخميس فبراير 28, 2013 4:51 am من طرف عمرون نسيمة
» امتحان البكالوريا التجريبي2010/2011
الجمعة نوفمبر 02, 2012 8:00 am من طرف dyhia
» مذكرات السنة الثالثة للاستاذ حدار حسين 3
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 1:49 pm من طرف DRIF ANIA
» الاجابة النموذجية للاختبار التجريبي ماي 2012
الجمعة مايو 04, 2012 2:46 am من طرف كنيـــش
» الاختبار التجريبي دورة ماي 2012 بي دي أف
الخميس مايو 03, 2012 9:26 am من طرف كنيـــش