انتصار المقاومة اللبنانية.. أسباب أخرى
كان لابد للمقاومة اللبنانية، وللعرب بعامة - هذه المرة – أن ينتصروا على إسرائيل – وهو ما يبدو حتى الآن- لأن معنى الانهزام هذه المرة سيترك أثرا لن يمحى من الذاكرة العربية ، وسيحيل الأجيال إلى تنميط التفوق الإسرائيلي ، وسيحمل تحت الضغط إلى قبول تقليد الأنظمة في سباقها نحو التطبيع الرخيص. إن هذا الانتصار سيؤرخ للمقاومة العربية المقبورة في عدة جبهات ، وسيصفع الساكتين عن تحرير الأوطان ودعاة السلام صفعة قوية من شعوبهم. لقد تبين أن المفهوم الصحيح لنموذج العلاقة مع دولة إسرائيل هو أن تلعب المقاومة دورها المركزي ضمن كل الأدوار والأشكال المتوفرة حتى الآن في الساحة..
لكن ما هي أسباب هذا الانتصار ضمن حدود الواقعية الإقليمية ؟ وما هي حدود القراءة التاريخية لهذا الانجاز ؟
أولا: لقد كان وراء هذا الانتصار عمل جدي ومتواصل من طرف المقاومة الإسلامية على جميع الأصعدة، السياسية والاجتماعية والعلمية ، فكانت تجمع وتحلل وتقارن وترتب ضمن مراكزها المتخصصة كل المعلومات عن هذا العدو، ومكامن القوة والضعف فيه ، وتدرس جميع الوسائل والأهداف ، وتطور قدراتها ، رغم كل التحولات المفصلية التي مر بها لبنان خلال السنوات الأخيرة.
ثانيا: انتصار المقاومة جاء بطريق تحييد قدرة الكيان الصهيوني من إمكانات الحرب الخاطفة ( بليتز كريج Blitz krieg )، التي كان يباشرها كل مرة خلال حروبه مع العرب، أو اعتداءاته الأخرى، فوجد هذا العدو من صمود المقاومة، وصعوبة اختراقها، وعدم تأثرها بكثافة النيران مأزقا حقيقيا يمكن أن يوصف بالانهزام، ذلك أن الحرب الخاطفة إذا كانت تؤدي وظيفتها مع الجيوش النظامية، فلا مع التنظيمات والخلايا كحزب الله..
ثالثا: مشروع السلام بقدر ما أفسد العرب وجيوش العرب، أفسد إسرائيل وجيش إسرائيل أيضا ، على معنى أن حالة اللاحرب تورث السكون والدعة والتشظي في الجيوش، وهو ما حدث فعلا في الجيش الإسرائيلي، فليس اولمرت وبيريتس كمناحيم بيغن وديفيد بن غوريون، وليس الجندي الإسرائيلي الذي قاتل سنوات 48 و56 و67 بكفاءة وعزيمة الجندي الذي قاتل خلال هذه السنوات...
رابعا: انتصار المقاومة في احد أسبابها من وجهة نظرنا هي العجرفة الإسرائيلية أو قل الخيالات الإسرائيلية المحلقة التي تفترض أن العرب لا ينتصرون ، فإذا كانوا – العرب – قد انهزموا وهم على اجماع ، فما بالك وهم على تفرق، بل فما بالك إذا كان الهدف هذه المرة مجرد منظمة لا تحوي في صفوفها غير مئات المقاتلين ...
هذا ويظل رهان المحافظة على المقاومة وعناصر وجودها ، وروافدها المختلفة ، وهويتها ، وحسن توظيفها للمرحلة القادمة، في ظل واقع مفتوح على جميع الاحتمالات مع الدولة العبرية وأمريكا والداخل اللبناني ، أهم من الحديث عن نشوة انتصار قد لا يكون بهذا الزخم من الناحية الإستراتيجية.
27 أوت 2006
كان لابد للمقاومة اللبنانية، وللعرب بعامة - هذه المرة – أن ينتصروا على إسرائيل – وهو ما يبدو حتى الآن- لأن معنى الانهزام هذه المرة سيترك أثرا لن يمحى من الذاكرة العربية ، وسيحيل الأجيال إلى تنميط التفوق الإسرائيلي ، وسيحمل تحت الضغط إلى قبول تقليد الأنظمة في سباقها نحو التطبيع الرخيص. إن هذا الانتصار سيؤرخ للمقاومة العربية المقبورة في عدة جبهات ، وسيصفع الساكتين عن تحرير الأوطان ودعاة السلام صفعة قوية من شعوبهم. لقد تبين أن المفهوم الصحيح لنموذج العلاقة مع دولة إسرائيل هو أن تلعب المقاومة دورها المركزي ضمن كل الأدوار والأشكال المتوفرة حتى الآن في الساحة..
لكن ما هي أسباب هذا الانتصار ضمن حدود الواقعية الإقليمية ؟ وما هي حدود القراءة التاريخية لهذا الانجاز ؟
أولا: لقد كان وراء هذا الانتصار عمل جدي ومتواصل من طرف المقاومة الإسلامية على جميع الأصعدة، السياسية والاجتماعية والعلمية ، فكانت تجمع وتحلل وتقارن وترتب ضمن مراكزها المتخصصة كل المعلومات عن هذا العدو، ومكامن القوة والضعف فيه ، وتدرس جميع الوسائل والأهداف ، وتطور قدراتها ، رغم كل التحولات المفصلية التي مر بها لبنان خلال السنوات الأخيرة.
ثانيا: انتصار المقاومة جاء بطريق تحييد قدرة الكيان الصهيوني من إمكانات الحرب الخاطفة ( بليتز كريج Blitz krieg )، التي كان يباشرها كل مرة خلال حروبه مع العرب، أو اعتداءاته الأخرى، فوجد هذا العدو من صمود المقاومة، وصعوبة اختراقها، وعدم تأثرها بكثافة النيران مأزقا حقيقيا يمكن أن يوصف بالانهزام، ذلك أن الحرب الخاطفة إذا كانت تؤدي وظيفتها مع الجيوش النظامية، فلا مع التنظيمات والخلايا كحزب الله..
ثالثا: مشروع السلام بقدر ما أفسد العرب وجيوش العرب، أفسد إسرائيل وجيش إسرائيل أيضا ، على معنى أن حالة اللاحرب تورث السكون والدعة والتشظي في الجيوش، وهو ما حدث فعلا في الجيش الإسرائيلي، فليس اولمرت وبيريتس كمناحيم بيغن وديفيد بن غوريون، وليس الجندي الإسرائيلي الذي قاتل سنوات 48 و56 و67 بكفاءة وعزيمة الجندي الذي قاتل خلال هذه السنوات...
رابعا: انتصار المقاومة في احد أسبابها من وجهة نظرنا هي العجرفة الإسرائيلية أو قل الخيالات الإسرائيلية المحلقة التي تفترض أن العرب لا ينتصرون ، فإذا كانوا – العرب – قد انهزموا وهم على اجماع ، فما بالك وهم على تفرق، بل فما بالك إذا كان الهدف هذه المرة مجرد منظمة لا تحوي في صفوفها غير مئات المقاتلين ...
هذا ويظل رهان المحافظة على المقاومة وعناصر وجودها ، وروافدها المختلفة ، وهويتها ، وحسن توظيفها للمرحلة القادمة، في ظل واقع مفتوح على جميع الاحتمالات مع الدولة العبرية وأمريكا والداخل اللبناني ، أهم من الحديث عن نشوة انتصار قد لا يكون بهذا الزخم من الناحية الإستراتيجية.
27 أوت 2006
الخميس نوفمبر 13, 2014 11:34 am من طرف wejdane
» الفرض الثاني للسنة الأولى2012/2013
الإثنين مارس 04, 2013 8:08 am من طرف كنيـــش
» الاختبار الثاني 2012/2013
الإثنين مارس 04, 2013 8:03 am من طرف كنيـــش
» العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغيرهم
الخميس فبراير 28, 2013 5:01 am من طرف عمرون نسيمة
» العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغيرهم المعدلة
الخميس فبراير 28, 2013 4:51 am من طرف عمرون نسيمة
» امتحان البكالوريا التجريبي2010/2011
الجمعة نوفمبر 02, 2012 8:00 am من طرف dyhia
» مذكرات السنة الثالثة للاستاذ حدار حسين 3
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 1:49 pm من طرف DRIF ANIA
» الاجابة النموذجية للاختبار التجريبي ماي 2012
الجمعة مايو 04, 2012 2:46 am من طرف كنيـــش
» الاختبار التجريبي دورة ماي 2012 بي دي أف
الخميس مايو 03, 2012 9:26 am من طرف كنيـــش