ورد في تفسير الشعراوي ـ رحمه الله ـ لقوله تعالى: " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا "
كلمة « المعروف » أوسع دائرة من كلمة المودة؛ فالمودة هي أنك تحسن لمن عندك ودادة له وترتاح نفسك لمواددته ، أنك فرح به وبوجوده ، لكن المعروف قد تبذله ولو لم تكره ، وهذه حلت لنا إشكالات كثيرة ، عندما أراد المستشرقون أن يبحثوا في القرآن ليجدوا شيئا يدعون به أن في القرآن تعارضا فيقولون : قرآنكم يقول : { لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بالله واليوم الآخر يُوَآدُّونَ مَنْ حَآدَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانوا آبَآءَهُمْ أَوْ أَبْنَآءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أولئك كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمان وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ أولئك حِزْبُ الله أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الله هُمُ المفلحون } [ المجادلة : 22 ] .
كيف لا يواد المؤمن ابنه أو أباه أو أحداً من عشيرته لمجرد كفره . والقرآن في موقع آخر منه يقول؟ { وَإِن جَاهَدَاكَ على أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدنيا مَعْرُوفاً } [ لقمان : 15 ] .
ونقول : إن هؤلاء لم يفهموا الفرق بين المودة والمعروف . ف « الود » شيء و « المعروف » شيء آخر . الود يكون عن حُب ، لكن المعروف ليس ضروريا أن يكون عن حُب ، ساعة يكون جوعان سأعطيه ليأكل وألبي احتياجاته المادية . هذا هو المعروف ، إنما الوُد هو أن أعمل لإرضاء نفسي . وساعة يعطف الرجل المؤمن على أبيه الكافر لا يعطف عليه نتيجة للوُد ، إنما هو يعطف عليه نتيجة للمعروف؛ لأنه حتى لو كان كافراً سيعطيه بالمعروف .
ألم يعاتب الحق - سبحانه - إبراهيم في ضيف جاء له فلم يكرمه لأنه سأله وعرف منه : أنه غير مؤمن لذلك لم يضيّفه؟ فقال له ربنا : أمن أجل ليلة تستقبله فيها تريد أن تغير دينه ، بينما أنا أرزقه أربعين سنة وهو كافر؟ فماذا فعل سيدنا إبراهيم؟ جرى فلحق بالرجل . وناداه فقال له الرجل : ما الذي جعلك تتغير هذا التغيير المفاجئ فقال له إبراهيم : « والله إن ربي عاتبني لأني صنعت معك هذا . فقال له الرجل : أربك عاتبك وأنت رسول فيّ وأنا كفر به ، فنعم الرب ربٌ يعاتب أحبابه في أعدائه ، فأسلم .
هذا هو المعروف ، الحق يأمرنا أننا يجب أن ننتبه إلى هذه المسائل في أثناء الحياة الزوجية ، وهذه قضية يجب أن يتنبه لها المسلمون جميعا كي لا يُخربوا البيوت ...
الخميس نوفمبر 13, 2014 11:34 am من طرف wejdane
» الفرض الثاني للسنة الأولى2012/2013
الإثنين مارس 04, 2013 8:08 am من طرف كنيـــش
» الاختبار الثاني 2012/2013
الإثنين مارس 04, 2013 8:03 am من طرف كنيـــش
» العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغيرهم
الخميس فبراير 28, 2013 5:01 am من طرف عمرون نسيمة
» العلاقات الاجتماعية بين المسلمين وغيرهم المعدلة
الخميس فبراير 28, 2013 4:51 am من طرف عمرون نسيمة
» امتحان البكالوريا التجريبي2010/2011
الجمعة نوفمبر 02, 2012 8:00 am من طرف dyhia
» مذكرات السنة الثالثة للاستاذ حدار حسين 3
الأربعاء أكتوبر 17, 2012 1:49 pm من طرف DRIF ANIA
» الاجابة النموذجية للاختبار التجريبي ماي 2012
الجمعة مايو 04, 2012 2:46 am من طرف كنيـــش
» الاختبار التجريبي دورة ماي 2012 بي دي أف
الخميس مايو 03, 2012 9:26 am من طرف كنيـــش